تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[1] - قوله تعالى: {وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة 4}

صفحة 364 - الجزء 1

سورة البينة

[١] - قوله تعالى: {وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ٤}

  أن تقدير الآية، «لم يكن الذين كفروا منفكين عن كفرهم وإن جاءتهم البينة». وعلى هذا التقدير يزول الإشكال⁣(⁣١)، هكذا ذكره القاضي إلّا أن تفسير لفظة حتى بهذا ليس من اللغة في شيء⁣(⁣٢).


(١) وضّح الرازي في تفسيره هذا الإشكال فقال ما نصّه: قال الواحدي في كتاب البسيط:

هذه الآية من أصعب ما في القرآن نظما وتفسيرا، وقد تخبط فيها الكبار من العلماء، ثم إنه ¦ لم يلخص كيفية الإشكال فيها، وأنا أقول: وجه الإشكال أن تقدير الآية «لم يكن الذين كفروا منفكين حتى تأتيهم البينة» التي هي الرسول، ثم إنه تعالى لم يذكر أنهم منفكون عن ماذا لكنه معلوم، إذ المراد هو الكفر الذي كانوا عليه، فصار التقدير: «لم يكن الذين كفروا منفكين عن كفرهم حتى تأتيهم البينة» التي هي الرسول، ثم إن كلمة حتى لانتهاء الغاية، فهذه الآية تقتضي أنهم صاروا منفكين عن كفرهم عن إتيان الرسول، ثم قال بعد ذلك: {وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} وهذا يقتضي أن كفرهم قد أزداد عند مجيء الرسول #، فحينئذ يحصل بين الآية الأولى والآية الثاني مناقضة في الظاهر، هذا منتهى الإشكال فيما أظن. الرازي: التفسير الكبير ج ٣٢/ ٣٩.

(٢) الرازي: التفسير الكبير ج ٣٢/ ٣٩.