11 - أثر القاضي على المفسرين:
  ٢٩ - عدم العمل بالخبر الواحد(١).
  ٣٠ - إنكار القاضي السحر(٢).
  ٣١ - إنكار القاضي العين(٣).
١١ - أثر القاضي على المفسّرين:
  تأثّر القاضي بالتفاسير السابقة عليه، ونقل عنها، وعلى رأسها تفاسير السّلف، وسلفه من المعتزلة(٤)، ومن الطبيعي أن يؤثّر تفسير القاضي على المتأخرين، بيد، أن معاصره، المفسّر الإمامي الكبير، المشهور بالشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ)، يظهر أنه لم يستهويه تفسير القاضي، أو لم يعجب به، لأنه لم يتعرّض إليه أبدا في تفسيره «التبيان». لا نقلا، ولا نقدا، وهو (أي الطوسي) ممن أكثر النقل عن قدامي مفسّري المعتزلة، كالجبّائي (ت ٣٠٣ هـ)، وأبي القاسم الكعبي البلخي (ت ٣١٩ هـ)، وأبي مسلم الأصفهاني (ت ٣٢٢ هـ)، وأبي الحسن الرّماني (ت ٣٨٤ هـ)(٥)، الذي أعجب الطوسي به، وصرح بذلك(٦).
  وهذه مفارقة عجيبة، ولا أعلم المانع، أو السبب الذي جعل الطوسي يمتنع من الاستفادة والنقل من تفسير القاضي، إلّا إذا كان غير معجب به أصلا، أو أن المعاصرة مانعة من النقل لقرب عهد الناس بالكتاب، أو لسبب آخر، هو مناهضة ومزاحمة القاضي لأستاذ الطوسي، عنيت به الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ هـ)، الذي كان بينه وبين القاضي مناظرات وردود، ومنها «كتاب الشافي في الإمامة»، الذي كتبه الشريف المرتضى كرد نقدي على كتاب «الإمامة» للقاضي
(١) م. ن، سورة التوبة، الآية ١٣٢ (البقرة ب).
(٢) م. ن، سورة الأعراف، الآية ١١٦.
(٣) م. ن، سورة يوسف، الآية ٦٧.
(٤) راجع من هذا العمل: مصادر القاضي في تفسيره.
(٥) راجع نقولات الطوسي عن هذه التفاسير، في كتابنا: موسوعة تفاسير المعتزلة.
(٦) الطوسي: التبيان ج ١/ ٤ (مقدمة المؤلف).