تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[20] - قوله تعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون 82}

صفحة 77 - الجزء 1

  أولى من إسنادها إلى العبد، فكان يجب أن يستحقوا الحمد على قولهم فيها⁣(⁣١).

[١٩] - قوله تعالى: {وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ ٨٠}

  ذكروا في تفسير الأيام المعدودة وجهين. الأول: أن لفظ الأيام لا تضاف إلّا إلى العشرة فما دونها، ولا تضاف إلى ما فوقها. فيقال: أيام خمسة وأيام عشرة ولا يقال: أيام أحد عشر إلّا أن هذا يشكل بقوله تعالى:

  {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ١٨٣ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ}⁣[البقرة: ١٨٣ - ١٨٤] هي أيام الشهر كله، وهي أزيد من العشرة. ثم قال القاضي: إذا ثبت أن الأيام محمولة على العشرة فما دونها فالأشبه أن يقال: إنه الأقل أو الأكثر لأن من يقول: ثلاثة يقول: أحمله على أقل الحقيقة فله وجه، ومن يقول: عشرة يقول: أحمله على الأكثر وله وجه، فأما حمله على الواسطة أعني على ما هو أقل من العشرة وأزيد من الثلاثة فلا وجه له، لأنه ليس عدد أولى من عدد اللهم إلّا إذا جاءت في تقديرها رواية صحيحة فحينئذ يجب القول بها⁣(⁣٢).

[٢٠] - قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ٨٢}

  .. وههنا مسائل: المسألة الأولى: العمل الصالح خارج عن مسمى الإيمان لأنه تعالى قال: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ} فلو دل الإيمان


(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٣/ ١٤١.

(٢) م. ن ج ٣/ ١٤٢.