[92] - قوله تعالى: {لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير 284}
  بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَلَّا تَكْتُبُوها وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٢٨٢}
  {أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ} أي مجنونا، وقيل: عييّا أخرس عن ابن عباس. وقيل: الأقرب أن يحمل على ثلاث صفات لكيلا يؤدي إلى التكرار. ثم اختلف في ذلك، فقيل: السفيه والمجنون، والضعيف الصغير، ومن لا يستطيع أن يمل الأخرس نحوه، ثم يدخل في كل واحد من هو في معناه. وقيل: السفيه والمبذّر والضعيف الصبي المراهق ومن لا يستطيع أن يمل المجنون عن القاضي(١).
[٩٢] - قوله تعالى: {لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٢٨٤}
  قال القاضي: إنه تعالى لما أمر بهذه الوثائق، أعني الكتبة والإشهاد والرهن، فكان المقصود من الأمر بها صيانة الأموال، والاحتياط في حفظها، بين اللّه تعالى أنه إنما المقصود لمنفعة ترجع إلى الخلق لا لمنفعة تعود إليه سبحانه منها، فإنه له ملك السماوات والأرض(٢).
[٩٣] - قوله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ
(١) الطبرسي: مجمع البيان ٢/ ٦٨٢ و ٦٨٣. وعرضت النص كاملا حتى يفهم كلام القاضي.
(٢) الرازي: التفسير الكبير ج ٧/ ١٣٣.