[13] - قوله تعالى: {وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين 57}
  [الصافات: ١٤١] وهو شبيه بأمر القداح التي تتقاسم بها العرب لحم الجزور، وإنما سميت هذه السهام أقلاما لأنها تقلم وتبرى، وكل ما قطعت منه شيئا بعد شيء فقد قلمته، ولهذا السبب يسمى ما يكتب به قلما. قال القاضي: وقوع لفظ القلم على هذه الأشياء وإن كان صحيحا نظرا إلى أصل الاشتقاق، إلّا أن العرف أوجب اختصاص القلم بهذا الذي يكتب به، فوجب حمل لفظ القلم عليه(١).
[١٣] - قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ٥٧}
  المعتزلة احتجوا بقوله {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} على أنه تعالى لا يريد الكفر والمعاصي، قالوا: لأن مريد الشيء لا بد وأن يكون محبا له، إذا كان ذلك الشيء من الأفعال وإنما تخالف المحبة الإرادة إذا علقتا بالأشخاص، فقد يقال: أحب زيدا، ولا يقال: أريده، وأما إذا علقتا بالأفعال: فمعناهما واحد إذا استعملتا على حقيقة اللغة، فصار قوله {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} بمنزلة قوله (لا يريد ظلم الظالمين) هكذا قرره القاضي(٢).
[١٤] - قوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٥٩}
  المسألة الرابعة: في الآية إشكال، وهو أنه تعالى قال: {خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} فهذا يقتضي أن يكون خلق آدم متقدما على قول اللّه له (كن) وذلك غير جائز.
  والجواب الثاني: وهو الذي عول عليه القاضي أنه تعالى خلقه من الطين
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٨/ ٤٨.
(٢) م. ن ج ٨/ ٧٨.