تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[15] - قوله تعالى: {يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون 70 يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون 71}

صفحة 133 - الجزء 1

  ثم قال له (كن) أي أحياه كما قال: {ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ} فإن قيل الضمير في قوله {خَلَقَهُ} راجع إلى آدم وحين كان ترابا لم يكن آدم # موجودا؟ أجاب القاضي وقال: بل كان موجودا وإنما وجد بعد حياته، وليست الحياة نفس آدم، وهذا ضعيف لأن آدم # ليس عبارة عن مجرد الأجسام المشكلة بالشكل المخصوص، بل هو عبارة عن هوية أخرى مخصوصة وهي:

  إما المزاج المعتدل، أو النفس، وينجر الكلام من هذا البحث إلى أن النفس ما هي، ولا شك أنها من أغمض المسائل⁣(⁣١).

[١٥] - قوله تعالى: {يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ٧٠ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٧١}

  أ - فقوله {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ} ... أما لبس الحق بالباطل فإنه يحتمل ههنا وجوها ... وثالثها: أن يكون في التوراة ما يدل على نبوته من البشارة والنعت والصفة ويكون في التوراة أيضا ما يوهم خلاف ذلك، فيكون كالمحكم والمتشابه فيلبسون على الضعفاء أحد الأمرين بالآخر كما يفعله كثير من المشبهة، وهذا قول القاضي⁣(⁣٢).

  ب - قال القاضي: قوله تعالى: {لِمَ تَكْفُرُونَ} و {لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ} دال على أن ذلك فعلهم، لأنه لا يجوز أن يخلقه فيهم، ثم يقول: لم فعلتم⁣(⁣٣)؟

[١٦] - قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا


(١) م. ن ج ٨/ ٨٠ - ٨١.

(٢) الرازي: التفسير الكبير ج ٨/ ٩٩.

(٣) م. ن ج ٨/ ١٠٠.