تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[34] - قوله تعالى: {ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد 182}

صفحة 142 - الجزء 1

  حزن عند ذلك لفوات التكثير بهم، فآمنه اللّه من ذلك وعرفه أن وجود إيمانهم كعدمه في أن أحواله لا تتغير. القول الرابع: أن المراد رؤساء اليهود:

  كعب بن الأشرف وأصحابه الذين كتموا صفة محمد لمتاع الدنيا⁣(⁣١).

  ب - قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ} وفيه مسائل: المسألة الأولى: أنه رد على المعتزلة، وتنصيص على أن الخير والشر بإرادة اللّه تعالى، قال القاضي: المراد أنه يريد الإخبار بذلك والحكم به⁣(⁣٢).

[٣٤] - قوله تعالى: {ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ١٨٢}

  وفي الآية مسائل: ... المسألة الثالثة: لقائل أن يقول: {وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}⁣[فصلت: ٤٦] يفيد نفي كونه ظلاما، ونفي الصفة يوهم بقاء الأصل، فهذا يقتضي ثبوت أصل الظلم. أجاب القاضي عنه بأن العذاب الذي توعد بأن يفعله بهم لو كان ظلما لكان عظيما، فنفاه على حد عظمه لو كان ثابتا، وهذا يؤكد ما ذكرنا أن إيصال العقاب إليهم يكون ظلما لو لم يكونوا مذنبين⁣(⁣٣).

[٣٥] - قوله تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ١٨٦}

  وقال الحسن: المراد به التكاليف الشديدة المتعلقة بالبدن والمال، وهي


(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٩/ ١٠٣ - ١٠٤.

(٢) م. ن ج ٩/ ١٠٥.

(٣) م. ن ج ٩/ ١٢٠.