7 - القاضي والحديث النبوي:
  طعن القاضي فيما روي أن جبريل # قد أتى النبي ﷺ، وشقّ صدره، وأخرج قلبه، وغسله وأنقاه من المعاصي، ثم ملأه علما، وإيمانا ووضعه في صدره، رفض القاضي هذه الرواية، ونقدها بثلاثة وجوه(١).
  ويظهر أن القاضي في تفسيره قد حشد الكثير من الروايات عن النبي ﷺ، فيذكر الرازي (ت ٦٠٦ هـ) أن القاضي في تفسيره قد روى عن هشام عن سعيد بن جبير(٢)، وأحيانا يقوّي الرازي رأيه، بما رواه القاضي في تفسيره من الروايات عن النبي ﷺ عن الإمام الحسن #، والحسن البصري وغيرهما(٣). ويشير الرازي إلى أن القاضي في تفسيره قد أورد ما رواه محمد بن كعب القرظي، وتذاكره مع ابن عمر في أمر القدرية، وما روي عن النبي ﷺ في لعنهم، وعلّق القاضي على ذلك بأن هذا الحديث من أقوى ما يدل على أن القدرية هم الذين ينسبون أفعال العباد إلى اللّه تعالى قضاء وقدرا وخلقا ... إلى آخر كلامه الطويل(٤).
  وروى القاضي في تفسيره عن ابن عباس، ونقده(٥)، وعلّق مرة بأن ما ذكره ابن عباس، إذا كان من بيان الرسول ﷺ فصحّ ذلك، وإلّا إذا كان برأيه فهو ضعيف(٦)، وروى القاضي أيضا عن ابن ماجة عن الإمام علي #(٧)، وأبي مخلد(٨)، وابن عمر ونقد ما روي عنه(٩). وطعن القاضي على المروي عن
(١) راجع هذا التفسير، سورة الشرح، الآية ١ (الفقرة ب).
(٢) راجع هذا التفسير، سورة الكهف، الآيات ٥٠ و ٥١ و ٥٢ و ٥٣.
(٣) م. ن، سورة الزخرف، الآية ١٣.
(٤) راجع هذا التفسير، سورة الأنعام، الآية ١٢٥ (فقرة ب).
(٥) م. ن، سورة البقرة، الآية ١٣٣، وأيضا سورة النساء، الآية ٤٨، وأيضا سورة الأنعام، الآية ٧٥.
(٦) راجع هذا التفسير، سورة الكهف، الآية ٣٦.
(٧) م. ن، سورة النحل، الآية ٩٠.
(٨) م. ن، سورة الزخرف، الآية ١٣.
(٩) م. ن، سورة البقرة، الآية ١٤٣، ١٩٧.