8 - منهج القاضي في التفسير:
  النبي ﷺ وعلّل ذلك(١)، ورفض ما روي من خبر عن رسول اللّه ﷺ في سبب نزول المعوذتين(٢).
  ودعا القاضي إلى حمل الخبر على المجاز(٣)، ففي تعليقه على ما روي عن مجاهد في تفسيره لقوله تعالى {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ٤} بأن أول ما خلق اللّه القلم، فقال: «أكتب القدر، فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، وإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه». علّق القاضي على هذا الكلام فقال: «هذا الخبر يجب حمله على المجاز ...»(٤) وحمل القاضي (القلم) على أنه (العقل)(٥).
  وحاول القاضي في تفسيره أن يستعين بالمروي عن النبي ﷺ ليقوّي رأيه، فاستدل على عدم نجاسة المشرك بما روي عن النبي ﷺ بأنه كان يشرب من أوانيهم(٦)، ولسبب عقلي آخر، هو أنه لو كان جسم المشرك نجسا فلم يبدل ذلك بسبب الإسلام(٧). ويظهر أن القاضي في تفسيره قد فسّر قوله تعالى في الآية ١٥ من سورة الأحقاف، بما روي أن جبرائيل جاء إلى النبي ﷺ وقال له: «يؤمر الحافظان أن أرفقا بعبدي من حداثة سنّه. حتى إذا بلغ الأربعين قيل: احفظا وحققا»، ويعلّق القاضي: بأن راوي هذا الحديث كان يبكي حتى تبتل لحيته(٨).
٨ - منهج القاضي في التفسير:
  نستطيع أن نتلمّس من تفسير القاضي المناهج التالية:
  أ - حمل النصّ على الظاهر وجواز التأويل: شدّد القاضي في تفسيره على ضرورة حمل النص على الظاهر، وكان يرفض أن يفهم النص القرآني، على
(١) م. ن، سورة الشرح، الآية ١.
(٢) م. ن، سورة الإخلاص، الآيات ١ و ٢ و ٣ و ٤ (الفقرة أ).
(٣) راجع هذا التفسير، سورة العلق، الآيات ١ و ٢ و ٣ و ٤ و ٥.
(٤) م. ن، سورة العلق، الآية ٤.
(٥) م. ن.
(٦) راجع هذا التفسير، سورة التوبة، الآية ٢٨.
(٧) م. ن.
(٨) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٨/ ١٧ (طبعة دار الكتب العلمية).