تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

8 - منهج القاضي في التفسير:

صفحة 20 - الجزء 1

  النبي وعلّل ذلك⁣(⁣١)، ورفض ما روي من خبر عن رسول اللّه في سبب نزول المعوذتين⁣(⁣٢).

  ودعا القاضي إلى حمل الخبر على المجاز⁣(⁣٣)، ففي تعليقه على ما روي عن مجاهد في تفسيره لقوله تعالى {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ٤} بأن أول ما خلق اللّه القلم، فقال: «أكتب القدر، فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، وإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه». علّق القاضي على هذا الكلام فقال: «هذا الخبر يجب حمله على المجاز ...»⁣(⁣٤) وحمل القاضي (القلم) على أنه (العقل)⁣(⁣٥).

  وحاول القاضي في تفسيره أن يستعين بالمروي عن النبي ليقوّي رأيه، فاستدل على عدم نجاسة المشرك بما روي عن النبي بأنه كان يشرب من أوانيهم⁣(⁣٦)، ولسبب عقلي آخر، هو أنه لو كان جسم المشرك نجسا فلم يبدل ذلك بسبب الإسلام⁣(⁣٧). ويظهر أن القاضي في تفسيره قد فسّر قوله تعالى في الآية ١٥ من سورة الأحقاف، بما روي أن جبرائيل جاء إلى النبي وقال له: «يؤمر الحافظان أن أرفقا بعبدي من حداثة سنّه. حتى إذا بلغ الأربعين قيل: احفظا وحققا»، ويعلّق القاضي: بأن راوي هذا الحديث كان يبكي حتى تبتل لحيته⁣(⁣٨).

٨ - منهج القاضي في التفسير:

  نستطيع أن نتلمّس من تفسير القاضي المناهج التالية:

  أ - حمل النصّ على الظاهر وجواز التأويل: شدّد القاضي في تفسيره على ضرورة حمل النص على الظاهر، وكان يرفض أن يفهم النص القرآني، على


(١) م. ن، سورة الشرح، الآية ١.

(٢) م. ن، سورة الإخلاص، الآيات ١ و ٢ و ٣ و ٤ (الفقرة أ).

(٣) راجع هذا التفسير، سورة العلق، الآيات ١ و ٢ و ٣ و ٤ و ٥.

(٤) م. ن، سورة العلق، الآية ٤.

(٥) م. ن.

(٦) راجع هذا التفسير، سورة التوبة، الآية ٢٨.

(٧) م. ن.

(٨) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٨/ ١٧ (طبعة دار الكتب العلمية).