تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[2] - قوله تعالى: {وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أ جزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص 21}

صفحة 249 - الجزء 1

  بِالْبَيِّناتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ وَقالُوا إِنَّا كَفَرْنا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ٩}

  قال القاضي: وعلى هذا الوجه⁣(⁣١)، لا يمكن القطع على مقدار السنين من لدن آدم # إلى هذا الوقت، لأنه إن أمكن ذلك لم يبعد أيضا تحصيل العلم بالأنساب الموصولة⁣(⁣٢).

[٢] - قوله تعالى: {وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَ جَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ ٢١}

  أ - {قالُوا لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ} أي: قال المتبوعون للأتباع: لو هدانا اللّه إلى طريق الخلاص من العقاب، والوصول إلى النعيم والثواب، لهديناكم إلى ذلك، والمعنى: لو خلصنا لخلصناكم أيضا، لكن لا مطمع فيه لنا ولكم، عن الجبّائي، وأبي مسلم. وقيل: معناه لو هدانا اللّه إلى الرجعة إلى الدنيا، فنصلح ما أفسدناه، لهديناكم. وقيل: لو هدانا اللّه بإجابتنا إلى الطلب، لهديناكم بالمسألة له سبحانه، ذكر هذين الوجهين القاضي عبد الجبار في تفسيره⁣(⁣٣).

  ب - وذكر القاضي هذا الوجه وزيفه⁣(⁣٤) بأن قال: لا يجوز حمل هذا


(١) أي ما ذهب إليه ابن مسعود وابن عباس. راجع الرازي: التفسير الكبير ج ١٩/ ٧٠.

(٢) الرازي: التفسير الكبير ج ١٩/ ٧٠ (طبعة دار الكتب العلمية).

(٣) الطبرسي: مجمع البيان ج ٦/ ٤٧٦.

(٤) الوجه الذي ذكره القاضي وزيفه هو: يجوز أن يكون المعنى لو كنا من أهل اللطف فلطف بنا ربّنا واهتدينا لهديناكم إلى الإيمان. راجع الرازي: التفسير الكبير ج ١٩/ ٨٦ =