[6] - قوله تعالى: {ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير 77}
  شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْناهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ٧٥}
  {الْحَمْدُ لِلَّهِ} وفيه وجوه ... الثالث: قال القاضي في التفسير: قال للرسول عليه الصلاة والسلام قل {الْحَمْدُ لِلَّهِ} ويحتمل أن يكون خطابا لمن رزقه اللّه رزقا حسنا أن يقول: الحمد للّه على أن ميزه في هذه القدرة عن ذلك العبد الضعيف(١).
[٦] - قوله تعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٧٧}
  قوله {أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} ... قال الزجاج: المراد به الابهام عن المخاطبين أنه تعالى يأتي بالساعة إما بقدر لمح البصر أو بما هو أسرع. قال القاضي: هذا لا يصحّ، لان إقامة الساعة ليست حال تكليف حتى يقال إنه تعالى يأتي بها في زمان، بل الواجب أن يخلقها دفعة واحدة في وقت واحد، ويفارق ما ذكرناه في ابتداء خلق السماوات والأرض لان تلك الحال حال تكليف، فلم يمتنع أن يخلقهما كذلك لما فيه من مصلحة الملائكة(٢).
[٧] - قوله تعالى: {أَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ٧٩}
  قال القاضي: إنما أضاف اللّه تعالى هذا الإمساك إلى نفسه، لأنه تعالى هو الذي أعطى الآلات التي لأجلها يمكن الطير من تلك الأفعال، فلما كان تعالى
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٠/ ٨٦.
(٢) م. ن ج ٢٠/ ٨٨.