[4] - قوله تعالى: {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا 17}
  ب - اختلفوا في تفسير هذه الزينة فقال بعضهم: النبات والشجر وضم بعضهم إليه الذهب والفضة والمعادن، وضم بعضهم: إلى سائر الحيوانات وقال بعضهم بل المراد الناس فهم زينة الأرض. وبالجملة فليس بالأرض إلّا المواليد الثلاثة وهي المعادن والنبات والحيوان، وأشرف أنواع الحيوان الإنسان. وقال القاضي: الأولى أنه لا يدخل في هذه الزينة المكلف، لأنه تعالى قال: {إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ} فمن يبلوه يجب أن لا يدخل في ذلك فأما سائر النبات والحيوان فإنهم يدخلون فيه كدخول سائر ما ينتفع به، وقوله: {زِينَةً لَها} أي للأرض ولا يمتنع أن يكون ما يحسن به الأرض زينة للأرض كما جعل اللّه السماء مزينة بزينة الكواكب(١) ...
  ج - قال القاضي: معنى قوله: {لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} هو أنه يبلوهم ليبصرهم أيهم أطوع للّه، وأشد استمرارا على خدمته، لأن من هذا حاله هو الذي يفوز بالجنة، فبيّن تعالى أنه كلف لأجل ذلك لا لأجل أن يعصى، فدل ذلك على بطلان قول من يقول: خلق بعضهم للنار(٢).
[٤] - قوله تعالى: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً ١٧}
  ومن الناس من تمسك في هذه المسألة بقوله تعالى: {قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}[النمل: ٣٩] وقد
(١) م. ن ج ٢١/ ٨٠.
(٢) م. ن ج ٢١/ ٨١.