تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[1] - قوله تعالى: {سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون 1}

صفحة 294 - الجزء 1

سورة النور

[١] - قوله تعالى: {سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ١}

  قوله: {وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ} ففيه وجوه ... وثالثها: قال القاضي:

  إن السورة كما اشتملت على عمل الواجبات، فقد اشتملت على كثير من المباحثات بأن بيّنها اللّه تعالى، ولما كان بيانه سبحانه لها مفصلا وصف الآيات بأنها بيّنات. أما قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} فقرئ بتشديد الذال وتخفيفها، ومعنى لعل قد تقدم في سورة البقرة، قال القاضي: لعل بمعنى كي، وهذا يدل على أنه سبحانه أراد من جميعهم أن يتذكروا⁣(⁣١).

[٢] - قوله تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ٢٤}

  ذكروا في تأويل هذه الآية وجهين: ... الثاني: أنه سبحانه يبني هذه الجوارح على خلاف ما هي عليه، ويلجئها أن تشهد على الإنسان وتخبر عنه بأعماله، قال القاضي: وهذا أقرب إلى الظاهر، لأن ذلك يفيد أنها تفعل الشهادة⁣(⁣٢).

[٣] - قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ


(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٣/ ١٣٠.

(٢) م. ن ج ٢٣/ ١٩٥.