ز - الوعيد:
  وربط المعتزلة بين الكبائر والإحباط، فذكر الرازي في تفسيره، أن المعتزلة بشكل عام قد استدلوا بالآية ٢٦٢ من سورة البقرة بأن «الكبائر تحبط الطاعات»(١).
  والكبيرة عند المعتزلة «هو ما يكون عقاب فاعله أكثر من ثوابه، إمّا محقّقا وإمّا مقدّرا»(٢)، ومن هنا، تأوّل القاضي عبد الجبار قوله تعالى الآية ١٠ من سورة الزمر، فقال: «أمرهم بالتقوى لكيلا يحبطوا إيمانهم، لأن عند الاتقاء من الكبائر يسلم لهم الثواب، وبالإقدام عليها يحبط»(٣).
  إذن، الإحباط هو إبطال الثواب بالمعصية، وقد سبق القاضي إلى هذا المعنى أبو القاسم الكعبي البلخي (ت ٣١٩ هـ)، وإليه ذهب متكلّمو الشيعة الإمامية، كالشريف المرتضى(٤)، والطوسي(٥)، والقاضي البريدي(٦).
ز - الوعيد:
  عرّف القاضي عبد الجبار الوعيد فقال: «هو كل خبر يتضمّن إيصال ضرر إلى الغير، أو تفويت نفع عنه في المستقبل»(٧) وهذا ما قال به الشريف المرتضى(٨)، والقاضي أبو يعلى ابن الفرّاء (ت ٤٥٨ هـ)(٩)، والشيخ
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٧/ ٤٢.
(٢) القاضي عبد الجبار: شرح الأصول الخمسة، ص ٦٣٢.
(٣) راجع هذا التفسير، سورة الزمر، الآية ١٠.
(٤) الشريف المرتضى: الحدود والحقائق ص ١٥٣.
(٥) الطوسي: تلخيص الشافي ١/ ١٧٤.
(٦) البريدي: الحدود والحقائق، ص ٢٢٠.
(٧) القاضي عبد الجبار: شرح الأصول الخمسة، ص ١٣٥.
(٨) الشريف المرتضى: الحدود والحقائق، ص ١٨٠.
(٩) القاضي أبو يعلى ابن الفرّاء: المعتمد في أصول الدين، ص ٢١٥.