تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

ز - الوعيد:

صفحة 30 - الجزء 1

  وربط المعتزلة بين الكبائر والإحباط، فذكر الرازي في تفسيره، أن المعتزلة بشكل عام قد استدلوا بالآية ٢٦٢ من سورة البقرة بأن «الكبائر تحبط الطاعات»⁣(⁣١).

  والكبيرة عند المعتزلة «هو ما يكون عقاب فاعله أكثر من ثوابه، إمّا محقّقا وإمّا مقدّرا»⁣(⁣٢)، ومن هنا، تأوّل القاضي عبد الجبار قوله تعالى الآية ١٠ من سورة الزمر، فقال: «أمرهم بالتقوى لكيلا يحبطوا إيمانهم، لأن عند الاتقاء من الكبائر يسلم لهم الثواب، وبالإقدام عليها يحبط»⁣(⁣٣).

  إذن، الإحباط هو إبطال الثواب بالمعصية، وقد سبق القاضي إلى هذا المعنى أبو القاسم الكعبي البلخي (ت ٣١٩ هـ)، وإليه ذهب متكلّمو الشيعة الإمامية، كالشريف المرتضى⁣(⁣٤)، والطوسي⁣(⁣٥)، والقاضي البريدي⁣(⁣٦).

ز - الوعيد:

  عرّف القاضي عبد الجبار الوعيد فقال: «هو كل خبر يتضمّن إيصال ضرر إلى الغير، أو تفويت نفع عنه في المستقبل»⁣(⁣٧) وهذا ما قال به الشريف المرتضى⁣(⁣٨)، والقاضي أبو يعلى ابن الفرّاء (ت ٤٥٨ هـ)⁣(⁣٩)، والشيخ


(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٧/ ٤٢.

(٢) القاضي عبد الجبار: شرح الأصول الخمسة، ص ٦٣٢.

(٣) راجع هذا التفسير، سورة الزمر، الآية ١٠.

(٤) الشريف المرتضى: الحدود والحقائق ص ١٥٣.

(٥) الطوسي: تلخيص الشافي ١/ ١٧٤.

(٦) البريدي: الحدود والحقائق، ص ٢٢٠.

(٧) القاضي عبد الجبار: شرح الأصول الخمسة، ص ١٣٥.

(٨) الشريف المرتضى: الحدود والحقائق، ص ١٨٠.

(٩) القاضي أبو يعلى ابن الفرّاء: المعتمد في أصول الدين، ص ٢١٥.