تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[1] - قوله تعالى: {إن إلهكم لواحد 4}

صفحة 311 - الجزء 1

سورة الصافات

[١] - قوله تعالى: {إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ ٤}

  وهذه أقسام أقسم اللّه تعالى بها أنه واحد ليس له شريك، ثم اختلف في مثل هذه الأقسام، فقيل: إنها أقسام باللّه تعالى تقدير: وربّ الصافات، وربّ الزاجرات، وربّ التين والزيتون، لأن في القسم تعظيما للمقسم به، ولأنه يجب على العباد أن لا يقسموا إلّا باللّه تعالى إلّا أنه حذف لأن حجج العقول دالة على المحذوف، عن الجبّائي، والقاضي⁣(⁣١).

[٢] - قوله تعالى: {فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ ١٩}

  فقال القاضي: فيه وجهان⁣(⁣٢): الأول: أن تعتبر بها الملائكة. الثاني: أن تكون الفائدة التخويف والإرهاب⁣(⁣٣).

[٣] - قوله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ ٢٢ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ ٢٣ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ٢٤ ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ ٢٥ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ٢٦}


(١) الطبرسي: مجمع البيان ٨/ ٦٨٤.

(٢) وهو الردّ على الإشكال التالي: ما الفائدة في هذه الصيحة، فإن القوم في تلك الساعة أموات، لأن النفخة جارية مجرى السبب لحياتهم، فتكون مقدمة على حصول حياتهم، فثبت أن هذه الصيحة إنما حصلت حال كون الخلق أمواتا، فتكون تلك الصيحة عديمة الفائدة، فهي عبث، والعبث لا يجوز في فعل اللّه. راجع: الرازي التفسير الكبير ج ٢٦/ ١٢٩.

(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٦/ ١٢٩.