[4] - قوله تعالى: {إلا من هو صال الجحيم 163}
[٤] - قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ ١٦٣}
  قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ ١٦٣} فوجب أن يكون المراد من وقوع الفتنة هو كونه الشقاوة والسعادة. واعلم أن أصحابنا قرروا هذه الحجة بالحديث المشهور وهو أنه حج آدم موسى، قال القاضي: هذا الحديث لم يقبله علماء التوحيد، لأنه يوجب أن لا يلام أحد على شيء من الذنوب، لأنه إن كان آدم لا يجوز لموسى أن يلومه على عمل كتبه اللّه عليه قبل أن يخلقه، فكذلك كل مذنب. فإن صحت هذه الحجّة لآدم #. فلماذا قال موسى # في الوكزة هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين؟ ولماذا قال:
  فلن أكون ظهيرا للمجرمين؟ ولماذا لام فرعون وجنوده على أمر كتبه اللّه عليهم؟
  ومن عجيب أمرهم أنهم يكفرون القدرية، وهذا الحديث يوجب أن آدم كان قدريا، فلزمهم أن يكفروه، وكيف يجوز مع قول آدم وحواء @ {رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا ...}. أن يحتج على موسى بأنه لا لوم عليه، وقد كتب عليه ذلك قبل أن يخلقه؟ هذا جملة كلام القاضي(١).
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٦/ ١٧١.