تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[35] - قوله تعالى: {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون 138}

صفحة 87 - الجزء 1

  القوم معادون للرسول مضمرون له⁣(⁣١).

[٣٥] - قوله تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ ١٣٨}

  قال القاضي: قوله: {صِبْغَةَ اللَّهِ} متعلق بقوله: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ}⁣[البقرة: ١٣٦] إلى قوله: {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}⁣[العنكبوت: ٤٦] فوصف هذا الإيمان منهم بأنه صبغة اللّه تعالى ليبين أن المباينة بين هذا الدين الذي اختاره اللّه، وبين الدين الذي اختاره المبطل ظاهرة جلية، كما تظهر المباينة بين الألوان والأصباغ لذي الحس السليم ... قال القاضي: من حمل قوله: {صِبْغَةَ اللَّهِ} على الفطرة فهو مقارب في المعنى، لقول من يقول: هو دين اللّه لأن الفطرة التي أمروا بها هو الذي تقتضيه الأدلة من عقل وشرع، وهو الدين أيضا، لكن الدين أظهر لأن المراد على ما بينّا هو الذي وصفوا أنفسهم به⁣(⁣٢).

[٣٦] - قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ١٤٢}

  قال القاضي: المقصود من الآية بيان وقوع هذا الكلام منهم في الجملة، وإذا كان كذلك لم يكن ادعاء العموم فيه بعيدا قلنا: هذا القدر لا ينافي العموم ولا يقتضي تخصيصه بل الأقرب أن يكون الكل قد قال ذلك لأن الأعداء مجبولون على القدح والطعن فإذا وجدوا مجالا لم يتركوا مقالا البتة⁣(⁣٣).


(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٤/ ٩٥.

(٢) م. ن ج ٤/ ٩٧.

(٣) م. ن ج ٤/ ١٠٣.