3 - القاضي والقراءات:
  مستقلا في الرد عليهم(١). وكذلك على المشبّهة، والمجسّمة في الصفات(٢).
  وأخيرا، طعن القاضي في قراءة أبي هريرة، واعتبرها من أخبار الآحاد(٣).
  ونقد القاضي الحكم الأموي، أو حكم بني أمية، واعتبره مذموما، ورفض تأويل قوله تعالى {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ٣} بهم(٤)، وكان قد طعن القاضي في معاوية بن أبي سفيان في موسوعة «المغني»، واعتبره أول ملك في الإسلام، وأول من أظهر الجبر(٥).
  ورفض فخر الدين الرازي كلام القاضي في حكم بني أمية، وحاول التفريق ما بين السعادات الدنيوية والسعادات الدينية، واعتبر حكم بني أمية من السعادة الدنيوية، وأما ليلة القدر فهي من السعادات الدينية(٦).
٣ - القاضي والقراءات:
  ذهب الزيدية إلى اعتماد قراءة أهل المدينة، وهي قراءة نافع(٧)، ووضّح الشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) موقف الشيعة الإمامية من القراءة، والتزم هو نفسه برأي علماء الإمامية السابقين له(٨). واشترط القاضي عبد الجبّار التواتر في القراءة إذا
(١) القاضي: شرح الأصول الخمسة، مقدمة الدكتور عبد الكريم عثمان (مؤلفات القاضي).
(٢) راجع هذا التفسير، سورة الأنعام، الآية ٩٣.
(٣) راجع هذا التفسير: سورة آل عمران، الآية ٣٦.
(٤) م. ن، سورة القدر الآية ٣.
(٥) القاضي: المغني في أبواب التوحيد والعدل ٨/ ٤.
(٦) الرازي: التفسير الكبير ج ٣٢/ ٣١ (الطبعة الثانية في دار الكتب العلمية، لبنان).
(٧) د. عدنان زرزور: الحاكم الجشمي ومنهجه في التفسير ص ٣٥٦.
(٨) الطوسي: التبيان ١/ ٩. قال الطوسي ما نصّه: «إن العرف في مذهب أصحابنا والشائع من أخبارهم ورواياتهم، أن القرآن نزل بحرف واحد، وعلى نبيّ واحد، غير أنهم أجمعوا على جواز القراءة بما يتداوله القرّاء. وأن الإنسان مخيّر بأي قراءة شاء قرأ، وكرهوا تجويد القراءة بعينها، بل أجازوا القراءة بالمجاز الذي يجوز بين القرّاء، ولم يبلغوا بذلك حدّ التحريم والحظر».