5 - القاضي وأسباب النزول:
  القاضي عن سياق الآيات ونظمها(١)، وكنموذج على ذلك؛ نعرض تعليق القاضي على الآية ٢٩ من سورة النساء، يقول القاضي: «لما ذكر ابتغاء النكاح بالأموال، وأمر بإلغاء المهور والنفقات، بيّن من بعد كيف التصرف في الأموال فقال: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ}(٢).
٥ - القاضي وأسباب النزول:
  إن لمعرفة أسباب النزول أهمية كبرى في فهم النصّ القرآني، وفي تحديد المراد من آيات الكتاب العزيز، قال الواحدي: «إذ هي (يعني أسباب النزول) أوفى ما يجب الوقوف عليها، وأولى ما تصرف العناية إليها، لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها، دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها»(٣).
  وقد تأتي أهمية معرفة أسباب النزول للآيات القرآنية، بلحاظ كون القرآن قد نزل قسم منه عقب واقعة أو سؤال، والقسم الآخر نزل ابتداء(٤). ولذلك أشار ابن دقيق العيد إلى هذا المعنى بقوله: «إن بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن»(٥). وهذا ما أكده ابن تيمية حين قال: «إن معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبّب»(٦).
(١) راجع هذا التفسير، سورة البقرة، الآية ٢٦١؛ وأيضا سورة النساء، الآية ٢٩؛ وأيضا سورة الأنعام، الآية ٣٨؛ وأيضا سورة يونس، الآية ٢٠، وأيضا سورة الكهف، الآيتان ٧ و ٨ وأيضا الآيات ٥٠ و ٥١ و ٥٢ و ٥٣؛ وأيضا سورة الأنبياء، الآية ٣٤، وأيضا سورة إبراهيم، الآية ٢١؛ وأيضا سورة الحجر، الآية ٢٣.
(٢) م. ن، سورة النساء، الآية ٢٩.
(٣) الواحدي: أسباب النزول، ط ١، طبعة القاهرة، ص ٤.
(٤) السيوطي: الاتقان ١/ ٣٠.
(٥) م. ن.
(٦) ابن تيمية: مقدمة في أصول التفسير ص ٤٧.