[7] - قوله تعالى: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون 38}
  ذلك السلطان لقتلوه في الحال، فإن هذا العلم يصير مانعا له من قصد قتل ذلك السلطان، ويكون ذلك سببا لكونه ملجأ إلى ترك ذلك الفعل. فكذا ههنا.
  إذا عرفت الإلجاء فنقول: إنه تعالى إنما ترك فعل هذا الإلجاء لأن ذلك يزيد تكليفهم فيكون ما يقع منهم كأن لم يقع، وإنما أراد تعالى أن ينتفعوا بما يختارونه من قبل أنفسهم من جهة الوصلة إلى الثواب، وذلك لا يكون إلّا اختيارا(١).
[٧] - قوله تعالى: {وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ٣٨}
  أ - في الآية مسائل: المسألة الأولى: في تقرير وجه النظم، فنقول فيه وجهان: ... الوجه الثاني في كيفية النظم: قال القاضي: إنه تعالى لما قدم ذكر الكفار وبين أنهم يرجعون إلى اللّه ويحشرون بين أيضا بعده بقوله {وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ} في أنهم يحشرون، والمقصود: بيان أن الحشر والبعث كما هو حاصل في حق الناس فهو أيضا حاصل في حق البهائم(٢).
  ب - وأما قوله {ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} فالمعنى أنه تعالى يحشر الدواب والطيور يوم القيامة. ويتأكد هذا بقوله تعالى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ٥}[التكوير: ٥] وبما روي أن النبي ﷺ قال: «يقتص للجماء من القرناء» وللعقلاء فيه قولان: ... والقول الثاني: قول أصحابنا أن الإيجاب على اللّه محال، بل اللّه تعالى يحشرها بمجرد الإرادة والمشيئة ومقتضى الإلهية. واحتجوا على أن
(١) الرازي: التفسير الكبير ج ١٢/ ٢٠٨.
(٢) م. ن ج ١٢/ ٢١٢.