تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

8 - منهج القاضي في التفسير:

صفحة 24 - الجزء 1

  ه - وأما المنهج الخامس في تفسير القاضي، فهو المنهج التوفيقي ما بين الآراء، إضافة إلى الأسلوب الجدلي والعقلي، لأن القاضي هو متكلّم قبل أن يكون مفسّرا، فلذلك كثر الجدل في كلامه وفي أماكن عديدة من تفسيره⁣(⁣١).

  وأما المنهج التوفيقي عند القاضي، فهو رائج في تفسيره، فلذلك كان حريصا أن لا يخالف إجماع المفسرين⁣(⁣٢)، وأن يوضح آراءهم، كما فعل مع الجبّائي⁣(⁣٣)، والحسن⁣(⁣٤)، وأن يوفّق ما بين مذاهب المفسّرين إن أمكن ذلك، فوفق ما بين رأي قتادة والربيع من جهة، وقول ابن عباس، والسدّي من جهة أخرى، في تفسير الآية ٢٤٩ من سورة البقرة، فقال القاضي ما نصّه: «التوفيق بين القولين أن النهر الممتد من بلد قد يضاف إلى أحد البلدين»⁣(⁣٥).

  واعتمد القاضي هذا المنهج في العديد من الآيات في تفسيره.

  وإضافة إلى كل هذه المناهج، فإن القاضي لم يهمل منهج تفسير القرآن بالقرآن، بل اعتمد عليه وبيّنه في تفسيره، فضلا عن أنه كان يعتمد منهجا كأن يسأل نفسه ومن ثم يجيب، هذا ما أشار إليه الرازي في تفسيره عن القاضي⁣(⁣٦).


(١) راجع هذا التفسير، سورة البقرة، الآية ١٩٧ و ٢٥٠؛ سورة الأنفال: الآية ٣٠ و ٣٨ و ٦٦ و ٧٣؛ سورة النحل: الآية ١٠٧؛ سورة الكهف: الآية ٢٦؛ سورة مريم: الآية ٦٤؛ سورة طه: الآية ٢ و ٧٩ و ١٢٠؛ سورة الشعراء: الآية ١٦٦؛ سورة القصص:

الآية ٤٧ و ٦٥ و ٦٦؛ سورة الليل: الآية ١٥، سورة التين: الآية ٨.

(٢) م. ن، سورة الأنفال: الآية ٣٠.

(٣) م. ن، سورة النحل: الآيات ٤٣ و ٤٤ و ٤٦ و ٤٧.

(٤) م. ن، سورة التوبة: الآية ٧٣.

(٥) م. ن، سورة البقرة، الآية ٢٤٩.

(٦) الرازي: التفسير الكبير ج ٢١/ ١٨٩، ج ٦/ ١٦.