[5] - قوله تعالى: {فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى 16}
  الحالة أوحى اللّه إليه وجعله نبيا، وعلى هذا الوجه يبعد ما ذكروه من تأخر النار عنه وبين فساد ذلك قوله تعالى: {فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى} وإن كانت تتأخر عنه حالا بعد حال لما صحّ ذلك ولما بقي لفاء(١).
[٣] - قوله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ١٤}
  قال القاضي: لا يمتنع أن موسى # قد عرف الصلاة التي تعبد اللّه تعالى بها شعيبا # وغيره من الأنبياء، فصار الخطاب متوجها إلى ذلك، ويحتمل أنه تعالى بيّن له في الحال، وأن كان المنقول في القرآن لم يذكر فيه إلّا هذا القدر(٢).
[٤] - قوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى ١٥}
  ورابعها: معناه {أَكادُ أُخْفِيها} من نفسي، وقيل: إنها كذلك في مصحف أبي، وفي حرف ابن مسعود: «أكاد أحفيها من نفسي»، فكيف أعلنها لكم؟
  قال القاضي: هذا بعيد، لأن الإخفاء إنما يصحّ فيمن يصلح له الإظهار، وذلك مستحيل على اللّه تعالى، لأن كل معلوم معلوم له، فالإظهار والإسرار منه مستحيل(٣).
[٥] - قوله تعالى: {فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى ١٦}
(١) م. ن ج ٢٢/ ١٦.
(٢) م. ن ج ٢٢/ ٢٠.
(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٢/ ١٩ (طبعة دار الكتب العلمية).