[6] - قوله تعالى: {أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني 39}
  المسألة الأولى: في هذين الضميرين وجهان ... وثانيهما: قال ابن عباس: فلا يصدنك عن الساعة، أي عن الإيمان بمجيئها من لا يؤمن بها، فالضميران عائدان إلى يوم القيامة. قال القاضي: وهذا أولى، لأن الضمير يجب عوده إلى أقرب المذكورين، وههنا الأقرب هو الساعة وما قاله أبو مسلم(١) فإنما يصار إليه عند الضرورة ولا ضرورة ههنا(٢) ...
  المسألة الخامسة: قال القاضي: قوله: {فَلا يَصُدَّنَّكَ} يدل على أن العباد هم الذين يصدون، ولو كان تعالى هو الخالق لأفعالهم، لكان هو الصاد دونهم، فدل ذلك على بطلان القول بالجبر(٣).
[٦] - قوله تعالى: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي ٣٩}
  {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ} وفيه قولان: الأول: وألقيت عليك محبة هي مني، قال الزمخشري: {مِنِّي} لا يخلو إما أن يتعلق بألقيت فيكون المعنى على أني أحببتك ومن أحبه اللّه أحبته القلوب، وإما أن يتعلق بمحذوف، وهذا هو القول الثاني، ويكون ذلك المحذوف صفة لمحبة، أي وألقيت عليك محبة حاصلة مني واقعة بخلقي فلذلك أحبتك امرأة فرعون حتى قالت: {قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ}
(١) ما قاله أبو مسلم هو: لا يصدنك عنها، أي عن الصلاة التي أمرتك بها من لا يؤمن بها أي بالساعة، فالضمير الأول عائد إلى الصلاة، والثاني إلى الساعة، ومثل هذا جائز في اللغة، فالعرب تلف الخبرين ثم ترمي بجوابهما جملة ليرد السامع إلى كل خبر حقه.
راجع: الرازي: التفسير الكبير ج ٢٢/ ٢٢.
(٢) م. ن ج ٢٢/ ٢٢.
(٣) م. ن ج ٢٢/ ٢٤.