تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[7] - قوله تعالى: {أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني 39}

صفحة 282 - الجزء 1

  [القصص: ٩] يروى أنه كانت على وجهه مسحة جمال وفي عينيه ملاحة لا يكاد يصبر عنه من رآه وهو كقوله تعالى: {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا}⁣[مريم: ٩٦]، قال القاضي: هذا الوجه أقرب، لأنه في حال صغره لا يكاد يوصف بمحبة اللّه تعالى التي ظاهرها من جهة الدين، لأن ذلك إنما يستعمل في المكلف من حيث استحقاق الثواب، والمراد أن ما ذكرنا من كيفيته في الخلقة يستحلي ويغتبط، فكذلك كانت حاله مع فرعون وامرأته، وسهل اللّه تعالى له منهما في التربية ما لا مزيد عليه⁣(⁣١).

[٧] - قوله تعالى: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي ٣٩}

  قال القاضي: ظاهر القرآن يدل على أن المراد من قوله: {وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي} الحفظ والحياطة كقوله تعالى: {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ} فصار ذلك كالتفسير لحياطة اللّه تعالى له⁣(⁣٢).

[٨] - قوله تعالى: {قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ٥٩}

  أ - المسألة الأولى: يحتمل أن قوله تعالى: {قالَ مَوْعِدُكُمْ} أن يكون من قول فرعون فبين الوقت، ويحتمل أن يكون من قول موسى #،


(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٢/ ٥٤.

(٢) م. ن ج ٢٢/ ٥٥.