تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[4] - قوله تعالى: {الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها

صفحة 319 - الجزء 1

سورة غافر

[١] - قوله تعالى: {الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ ١٧}

  قال القاضي: هذه الآية قوية في إبطال قول المجبرة، لأن على قولهم لا ظلم غالبا وشاهدا إلّا من اللّه، ولأنه تعالى إذا خلق فيه الكفر ثم عذبه عليه فهذا هو عين الظلم⁣(⁣١).

[٢] - قوله تعالى: {الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ٣٥}

  قال القاضي: مقت اللّه إياهم يدل على أن فعلهم ليس بخلق اللّه، لأن كونه فاعلا للفعل وماقتا له محال.⁣(⁣٢)

[٣] - قوله تعالى: {مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكافِرِينَ ٧٤}

  قال القاضي: معناه أنه يضلهم عن طريق الجنة، إذ لا يجوز أن يقال يضلهم عن الحجة إذ قد هداهم في الدنيا إليها⁣(⁣٣).

[٤] - قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها


(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٧/ ٤٩.

(٢) م. ن ج ٢٧/ ٦٣.

(٣) م. ن ج ٢٧/ ٨٨.