تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[1] - قوله تعالى: {والمرسلات عرفا 1 فالعاصفات عصفا 2 والناشرات نشرا 3 فالفارقات فرقا 4 فالملقيات ذكرا 5}

صفحة 346 - الجزء 1

سورة المرسلات

[١] - قوله تعالى: {وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً ١ فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً ٢ وَالنَّاشِراتِ نَشْراً ٣ فَالْفارِقاتِ فَرْقاً ٤ فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً ٥}

  .. الاحتمال الثاني: وهو أن لا يكون المراد من الكلمات الخمس شيئا واحدا، ففيه وجوه الأول: ما ذكره الزجاج واختيار القاضي، وهو أن الثلاثة الأول هي الرياح، فقوله: {وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً ١} هي الرياح التي تتصل على العرف المعتاد {فَالْعاصِفاتِ} ما يشتد منه، {وَالنَّاشِراتِ} ما ينشر السحاب أما قوله {فَالْفارِقاتِ فَرْقاً ٤} فهم الملائكة الذين يفرقون بين الحق والباطل، والحلال والحرام، بما يتحملونه من القرآن والوحي. وكذلك قوله: {فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً ٥} أنها الملائكة المتحملة للذكر الملقية ذلك إلى الرسل، فإن قيل: وما المجانسة بين الرياح وبين الملائكة حتى يجمع بينهما في القسم؟ قلنا: الملائكة روحانيون، فهم بسبب لطافتهم وسرعة حركاتهم كالرياح⁣(⁣١).

[٢] - قوله تعالى: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ٥٠}

  قال القاضي: هذه الآية تدل على أن القرآن محدث، لأنه تعالى وصفه بأنه حديث، والحديث ضد القديم، والضدان لا يجتمعان، فإذا كان حديثا وجب أن لا يكون قديما⁣(⁣٢).


(١) الرازي: التفسير الكبير ج ٣٠/ ٢٦٨.

(٢) م. ن ج ٣٠/ ٢٨٤.