تفسير القاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

ج - في الإنسان، والفقه، ولطيف الكلام:

صفحة 35 - الجزء 1

  نهى أصحابه عن مناجاته حتى يتصدقوا، فلم يناجه إلّا علي #، فتصدق بدينار⁣(⁣١). ويذكر الرازي أن الآية التي نزلت في هذه القضيّة⁣(⁣٢) قد نسخت⁣(⁣٣)، وأنكر وقوع النسخ أبو مسلم، محمد بن بحر الأصفهاني (ت ٣٢٢ هـ)، لأنه اعتبر أن هذه الآية لها غاية مخصوصة، وهي أن المنافقين كانوا يمتنعون من بذل الصدقات، وأن قوما من المنافقين تركوا النفاق وآمنوا ظاهرا وباطنا إيمانا حقيقيّا، فأراد اللّه تعالى أن يميزهم عن المنافقين، فأمر بتقديم الصدقة على النجوى، ليتميز هؤلاء الذين آمنوا إيمانا حقيقا عمّن بقي على نفاقه الأصلي⁣(⁣٤).

  وبعد هذا يقول أبو مسلم: إن ذلك التكليف كان مقدرا بغاية مخصوصة، فوجب انتهاؤه عند الانتهاء إلى الغاية المخصوصة، فلا يكون هذا نسخا»⁣(⁣٥). ويستحسن الرازي في تفسيره كلام أبي مسلم فيقول: «هذا الكلام حسن ما به بأس»⁣(⁣٦). ولو أن المشهور عند المفسرين أنه منسوخ بقوله {أَ أَشْفَقْتُمْ}. ومنهم من قال: أنه منسوخ بوجوب الزكاة⁣(⁣٧).

ج - في الإنسان، والفقه، ولطيف الكلام:

  ١ - يرى القاضي أنّ اللّه تعالى لا يبتدئ أحدا بالعذاب والمضرّة⁣(⁣٨).

  ٢ - إن الطبع غير مانع من الإيمان، واستدلّ القاضي على ذلك بأدلّة


(١) الرازي: التفسير الكبير / ٢٩/ ٢٣٦.

(٢) الآية هي: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ ...}⁣[المجادلة: ١٢].

(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٩/ ٢٣٦.

(٤) م. ن، ج ٢٩/ ٢٣٦.

(٥) م. ن.

(٦) م. ن.

(٧) م. ن.

(٨) راجع هذا التفسير، سورة الأنفال، الآية ٥٣.