ب - الرازي والقاضي عبد الجبار:
  القاضي لأن ما بعده يليق به»(١)، ومرة أخرى، عرض الطبرسي رأيا للقاضي في أسباب النزول، وعلّق عليه «هو قريب مما روي عن الإمام الصادق # في أسباب النزول»(٢)، وفي إحدى الحالات أشار الطبرسي إلى أن الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ هـ)، ذهب إلى رأي القاضي في المسألة(٣).
  ويتلخّص من كل هذا، أن الطبرسي قد لامس بحنان تفسير القاضي، ووافقه كثيرا، وتجاوز آراءه، ولم يعلّق عليها، بل أظهر موافقتها أحيانا لما هو مروي عن أئمة أهل البيت ($)، وهذه النقولات هي من الأمور التي تفرّد بها الطبرسي عن سلفه الشيخ الطوسي، المتجاهل أساسا لتفسير القاضي، والذي كان القدوة والهادي للطبرسي، كما صرّح هو نفسه في مقدمة تفسيره، وهذه دلالة على تعدد المناهج في التفسير عند علماء الشيعة الإمامية، ونقطة قوّة تسجّل للطبرسي في منهج القبول، والاقتباس عن الآخرين.
ب - الرازي(٤) والقاضي عبد الجبّار:
  فخر الدين الرازي (ت ٦٠٤ هـ) هو من كبار مفسّري الأشاعرة في أوائل القرن السابع الهجري، كتب تفسيره «مفاتيح الغيب»، والمشهور ب «التفسير الكبير» في أواخر حياته، وتحديدا في العقد الأخير من عمره، لأن
(١) الطبرسي: مجمع البيان، ج ٤/ ٧٣٥.
(٢) م. ن، ج ٥/ ٣٠٦.
(٣) م. ن، ج ٤/ ٦٥٧.
(٤) هو محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي التيمي البكري، أبو عبد اللّه، فخر الدين الرازي: الإمام المفسر المتكلم، أوحد زمانه في المعقول والمنقول، وعلوم الأوائل. لقبه شيخ الإسلام. من ذرية أبي بكر الصديق. أصله من طبرستان، ولد في الري سنة ٥٤٤ هـ، كان شافعيا، أشعريا، ناظر المعتزلة، وانقطع في أواخر أيامه للوعظ. له مصنفات كثيرة أقبل الناس عليها في حياته يتدارسونها. توفي سنة ٦٠٦ هـ. راجع: نويهض: معجم المفسرين ج ٢/ ٥٩٦.