2 - نقد الرازي على القاضي:
  جدا ... فثبت أن التعصب يحمل الرجل العاقل على الكلمات المتناقضة»(١)، ومرة أخرى، ألزمه بتكفير الأمة في حال الأخذ بتأويله، قال الرازي ما نصّه:
  «واعلم أنا لو أجرينا هذه الآية(٢)، على عمومها كما ذكره القاضي لزمه تكفير الأمة»(٣).
  ونسير خطوة في نقودات الرازي على القاضي، فنجده يدافع عمّن وجّه إليه القاضي نقدا، ويرفض الرازي هذه النقودات، كنقد القاضي على سعيد بن جبير(٤)، وطعنه في رواية الطبري عن ابن عمر(٥)، وقدحه بالشيعة الإمامية، الذي حاول الرازي أن يبيّن رأيهم في مسألة زيادة القرآن ونقصانه وطعنه بنقد القاضي(٦)، وحتى المفسرين الأوائل من المعتزلة، الذين خالفهم القاضي أحيانا، نجد الرازي يوافقهم ويخالف القاضي، فمثلا، اعترض القاضي على تأويل الجبّائي، فعلّق الرازي على ذلك بأن هذا الاعتراض ضعيف(٧)، ولو أن الرازي حاول مرة أخرى أن يخالف القاضي والجبّائي معا، بالرغم من موافقة القاضي للجبّائي والقول بتأويله(٨)، وكذلك فعل الرازي مع الأصمّ المعتزلي، وصرّح بإمكانية نصرة كلام الأصمّ(٩)، ولو أن القاضي لم يمنع الاحتمال من القول بكلام
(١) م. ن، ج ٢٧/ ٩.
(٢) هي الآية رقم ٦١ من سورة الزمر.
(٣) الرازي: التفسير الكبير ج ٢٧/ ٩.
(٤) م. ن، ج ٢٢/ ١٩٧.
(٥) م. ن، ج ٥/ ١٤٤.
(٦) م. ن، ج ١٩/ ١٢٨.
(٧) الرازي: التفسير الكبير ج ١٨/ ١٣٨.
(٨) م. ن، ج ١٧/ ٥٦.
(٩) م. ن، ج ١٩/ ٨.