[30] - قوله تعالى: {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون 133}
[٢٩] - قوله تعالى: {وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ١٣٢}
  وفيه مسائل: المسألة الثانية: الضمير في {بِها} إلى أي شيء يعود؟
  فيه قولان ... القول الثاني: أنه عائد إلى الملّة في قوله: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ}[البقرة: ١٣٠] قال القاضي: وهذا القول أولى من الأول(١) من وجهين(٢).
  الأول: أن ذلك غير مصرح به ورد الإضمار إلى المصرح بذكره إذا أمكن أولى من رده إلى المدلول والمفهوم.
  الثاني: أن الملة أجمع من تلك الكلمة ومعلوم أنه ما وصى ولده إلّا بما يجمع فيهم الفلاح والفوز بالآخرة، والشهادة وحدها لا تقتضي ذلك.
[٣٠] - قوله تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ١٣٣}
  أما قوله: {قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ} ففيه مسائل: ... المسألة الثانية: ... وحكى القاضي عن ابن عباس: أن يعقوب # جمعهم إليه عند الوفاة، وهم كانوا يعبدون الأوثان والنيران، فقال:
  يا بني ما تعبدون من بعدي؟ قالوا: نعبد إلهك وإله آبائك، ثم قال القاضي:
(١) القول الأول: أنه عائد إلى قوله: {أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ}[البقرة: ١٣١] على تأويل الكلمة والجملة، ونحوه رجوع الضمير في قوله: {وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً}[الزخرف: ٢٨] إلى قوله: {إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي}[الزخرف: ٢٦] وقوله: {كَلِمَةً باقِيَةً} دليل على أن التأنيث على تأويل الكلمة.
(٢) الرازي: التفسير الكبير ج ٤/ ٨٠.