زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة النحل]

صفحة 126 - الجزء 1

  والله تعالى ليس مما يتصور؛ لأن التصور لا يكون إلا للأجسام والأعراض، والله تعالى ليس بجسم ولا عرض، لذلك نهى الله تعالى عن أن تضرب له الأمثال.

  قوله تعالى: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ}⁣[الروم: ٢٧]:

  - المثل في هذه الآية هو الوصف، وليس المراد به ما يراد بالمثل في الآية السابقة من تصوير الأمر بصورة محسوسة تكون أقرب إلى فهم السامع.

  · قال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٧٦}⁣[النحل]:

  هذا مثل ضربه الله تعالى ليبين به للمشركين ضلالهم في عبادة الأصنام وغيرها مما لا ينفع ولا يضر، ومساواتهم لها بالله تعالى في العبادة والتعظيم، وفي ذلك دليل على أن استواء الشيئين في أمر معتبر يوجب استواءهما في الحكم المترتب على ذلك الشيء، وأن اختلافهما وعدم استوائهما يوجب اختلاف الحكم وعدم استوائه.

  وفي ذلك أيضاً دليل على أن القياس طريق شرعية.

  · قال الله تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ}⁣[النحل: ٩٦]:

  - المعنى: أن ما عند الناس من متاع الدنيا وزينتها سيفنى وينتهي، ولا يبقى منه شيء، وهكذا طبيعة متاع الدنيا.

  - وأن ما عند الله تعالى لأوليائه المخلصين من الثواب والنعيم في الآخرة لا يفنى ولا ينتهي، بل يبقى دائماً يتنعمون فيه، بلا انقطاع ولا انتهاء.

  - رغب الله تعالى عباده بهذه الآية في ثواب الآخرة، وأن يؤثروها على متاع الدنيا وزينتها، فإن النعيم الباقي الذي لا ينتهي ولا يفنى خير من النعيم الذي يفنى وينقطع.