[فوائد من قصة ذي القرنين]
  ٥٠ - وقوله تعالى: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}[الكهف: ١٨] يظهر لي في تفسير ذلك: أن الله تعالى أظهر صور أصحاب الكهف في حال نومهم على صور تخيف من رآها وتفزعه فزعاً شديداً، والحكمة في ذلك أن يمنع الله تعالى بتلك الصور عنهم من عسى أن يكشف أمرهم، وما عسى أن يؤذيهم من الدواب، فلما بعثهم الله تعالى من نومهم أعادهم على صورهم الأصلية.
[فوائد من قصة ذي القرنين]
  قدمنا فوائد من قصة أصحاب الكهف، وقصة موسى والخضر @، وذلك من سورة الكهف، وفي سورة الكهف أيضاً قصة ذي القرنين التي أولها: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ...}[الكهف: ٨٣]، وآخرها: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}[الكهف: ٩٨].
  ويستفاد من قصة ذي القرنين فوائد:
  ١ - أن ذا القرنين كان ملكاً صالحاً في نفسه، ومصلحاً في بلاد الله، وفي عباد الله.
  ٢ - أن الله تعالى أعطاه من القوة المادية والقوة العسكرية ما أخضع به سلاطين الأرض، واستولى به على ممالكها.
  ٣ - أنه كان كامل العقل، وكامل المعرفة بنفسه وبربه، يظهر ذلك في قوله عندما عرضوا عليه الخرج «الأجرة» على بناء السد: {مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ}[الكهف: ٩٥]، حيث لم يغره قوة سلطانه وعظيم ملكه، ونفوذ كلمته، وما هو عليه من الشهرة في الناس والجلالة فيهم عن ذكر نعمة الله عليه وعظيم إحسانه إليه.
  ٤ - أنه كان شديداً على الكافرين رحيماً بالمؤمنين. وهكذا وصف الله تعالى نبينا محمداً ÷ وأصحابه.