زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[حكم داود وسليمان في الحرث]

صفحة 409 - الجزء 1

  يبدو لي: أنه طلب أن ترد الخيل إليه حباً لها وشوقاً إليها فردوها عليه فأقبل يمسح بيده على قوائمها وأعناقها، وكل ذلك للحب لها والإعجاب بها، لما لها من النفع العظيم في الجهاد في سبيل الله تعالى.

  أما ما يروى من أنه حين ردوها عليه أقبل يضرب بسيفه أعناقها وقوائمها، فلا يصح ولا ينبغي أن ينسب إلى نبي من أنبياء الله À، لما في ذلك من الدلالة على الحمق والجهل.

  فهذا هو ما أميل إليه في تفسير قصة سليمان في سورة (ص) بعد أن قرأت تفسيرها في عدة تفاسير فلم أر ما تطمئن إليه النفس.

  وما ذكرته من التفسير - وإن لم يذكره أحد - فهو متوافق مع ما قصه الله تعالى في القرآن عن سليمان #.

  ولم يخرج عن قوانين اللغة، مع ما فيه من تنزيه نبي الله سليمان # عما نسب إليه من معصية الله مع ما يشهد له من سياق الكلام.

  والحمد لله رب العالمين وصلوات الله وسلامه على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين، وعلى نبي الله سليمان وعلى سائر الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين ورحمته وبركاته.

[حكم داود وسليمان في الحرث]

  · : {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ٧٨ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ...}⁣[الأنبياء]، يدل ذلك على:

  - أن داود وسليمان @ أصدر كل واحد منهما حكماً في قضية واحدة ليس فيها حكم من الله بخصوصها.

  - وأنه يجوز الاجتهاد فيما لم ينزل فيه حكم من الله.

  - وأن حكم المجتهد في المسألة الاجتهادية لا يكون حجة على المجتهد الآخر.