[وإذ استسقى موسى لقومه ...]
  فرعون، وقد تحقق ذلك فنجى الله تعالى بني إسرائيل، وأهلك فرعون وجنوده، ومكن لبني إسرائيل في الأرض و ... إلخ، إلا أن الله تعالى خاطب المسلمين على عهد النبي ÷، ووعدهم بمثل ما ذكر في مثل هذه الآية المسؤول عنها، فقال سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ...}[النور: ٥٥]، وظاهر هذا الوعد أنه خاص بالمخاطبين به.
  أما من سواهم ممن يأتي بعدهم من الأجيال فحصول مثل ما ذكر في ذلك الوعد لمؤمنيهم العاملين للصالحات تابع لما يعلمه الله تعالى من الحكمة والمصلحة، فإن علم الله تعالى أن الحكمة والمصلحة في حصول مثل ذلك الوعد هيأه الله تعالى ويسره، وإن كانت الحكمة والمصلحة في عدم الحصول لم يحصل.
  والشواهد التأريخية على ذلك كثيرة مسطورة في كتب التأريخ، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
[وإذ استسقى موسى لقومه ...]
  · ﷽ قال تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ...}[البقرة: ٦٠]، في ذلك فوائد:
  ١ - أنه ينبغي لوالي المسلمين إذا قحط الناس أن يستسقي الله تعالى لقومه، وذلك بالدعاء والتضرع إلى الله.
  ٢ - وينبغي للناس إذا قحطوا أن يفزعوا إلى إمامهم ليسأل الله لهم، وأن يفزعوا إلى علمائهم وصالحيهم ليسألوا الله لهم.
  ٣ - وهكذا إذا نزل بالمسلم نازلة فينبغي له أن يسأل العلماء والصالحين أن يسألوا الله له في كشفها.