زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة آل عمران]

صفحة 61 - الجزء 1

[فوائد من سورة آل عمران]

  · : {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١٨}⁣[آل عمران]:

  - أولو العلم هنا هم الذين نظروا في آيات الله المبثوثة في السماوات والأرض، وتفكروا في خلقها حتى وصلوا بالنظر والتفكر إلى المبدع الحكيم الخلَّاق العليم، وأدركوا بنظرهم وتفكرهم أنه وحده هو الذي يستحق الإلهية والربوبية، وأن ما سواه من المعبودات باطل لا يستحق شيئاً على الإطلاق من صفات الكمال.

  - وأن الخالق الحكيم وحده هو الذي يستحق صفات الكمال والعظمة والجلال، ويستحق التنزيه والتقديس والتسبيح والحمد والشكر والعبادة، وأنه وحده الحقيق بالرجاء والخوف، ويستحق الملك كله، يحيي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

  ثم أوصلتهم أفكارهم إلى التصديق برسول الله ÷، وبما جاء به من عند الله، واستيقنوا ذلك، واستحكمت معارفهم بما هنالك، وعرفوا أنفسهم وما هي عليه من الضعف والحاجة، فتواضعوا لعظمة الله، وسمعوا وأطاعوا له تعالى ولرسوله ÷، وخشعوا وتذللوا واستقاموا.

  فهؤلاء هم الذين ارتضى الله تعالى شهادتهم له حتى قرنها بشهادته وشهادة ملائكته.

  · قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ١٠٥}⁣[آل عمران]:

  - نهى الله تعالى هذه الأمة أن يتفرقوا في الدين، ويختلفوا فيه كما تفرق واختلف أهل الكتاب بعدما جاءهم البينات والهدى وعرفوه وتحققوه، فنسيت الأمة نهي الله تعالى لها، وتركته وراء ظهرها؛ فتفرقت واختلفت مع معرفتها بالحق والهدى الذي نزل به القرآن، وجاءهم به نبيهم محمد ÷، وما زالت هذه الأمة متفرقة ومختلفة منذ القرن الأول الإسلامي وإلى اليوم.