زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[استماع الجن للنبي ÷]

صفحة 356 - الجزء 1

  ٢ - والقسم الآخر هو قسم العبادات وهذا القسم منه ما يختص بالإنس دون الجن، وهو: فريضة الزكاة فإنها مرفوعة عن الجن؛ لأنهم لا يمتلكون الذهب والفضة، ولا يمتلكون بهائم الأنعام، ولا يزرعون ولا يحرثون ولا يتجرون.

  ومنه ما يشترك فيه الجن والإنس، وهو فريضة الصلاة والحج.

  وعلى الجملة فإن التكاليف التي تخص الأجسام المادية تكون مختصة بالبشر، والتكاليف التي ترجع إلى الروح يشترك فيها الجن والإنس، والله أعلم.

[استماع الجن للنبي ÷]

  · {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ١} ... إلخ [الجن]، فوائد مقتطفة من هذه السورة:

  ١ - أن النبي ÷ لم يخاطب الجن ولم يتحدث معهم، وأنه ÷ لم يدر أنهم استمعوا إلى تلاوته إلا بالوحي.

  ٢ - أن في الجن سابقين إلى الإيمان والتصديق بالنبي ÷.

  ٣ - أن الجن مكلفون بالإيمان والتصديق بالنبي ÷ وبكتابه ودينه.

  ٤ - أن حجة الله وبيناته تأتيهم عن طريق أنبياء الله من البشر.

  - فإن قيل: إذا كان الأمر كذلك فهل تكليفهم في الأحكام العملية مثل تكاليف البشر؟

  قلنا: تكليف الله تعالى لنا بالتكاليف العملية مبني على مصالح العباد، فما أمر الله تعالى به من الأحكام فهو لغرض مصالح مترتبة على فعله، وما نهى الله تعالى عنه فهو لغرض ما يترتب على فعله من المفاسد والأضرار.

  والجن أرواح لطيفة، والإنس أجساد كثيفة، والفرق بينهما أن الجن هوائيون، والإنس أرضيون، وإذا كانت أجسام الجن لطيفة كلطافة الهواء فلا تحتاج أجسامهم إلى الغسل بالماء والوضوء؛ لأن الله تعالى شرع الوضوء والغسل من أجل الطهارة والنظافة كما قال تعالى في آخر آية الوضوء: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ