[وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن ...]
  ١٥ - قد كان الواجب على كل مسلم أن يقي نفس الرسول ÷ بنفسه في الحروب، وأن يثبت معه في القتال حيث ثبت، ولا يجوز للمؤمن أن يفر من عند رسول الله ÷ ويتركه للعدو، وينبغي أن يكون لإمام المسلمين في هذا الحكم مثل ما كان لرسول الله ÷.
[وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن ...]
  · قال تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ٢٩ قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى ...} إلخ [الأحقاف]، في ذلك فوائد:
  ١ - في قص ذلك علينا لطف لنا وعبرة من حيث أن الجن - نفراً منهم - وهم أبعد العقلاء عن الدين استهدوا بهدي القرآن، وخشعوا لسماعه، وآمنوا بآياته، وصدقوا ببيناته.
  ٢ - أن على العالم أن يعلم الجاهل ما يجب عليه.
  ٣ - أنه ليس للجن رسل منهم، وأن في رسل البشر ما يغني ويكفي، وأن في القرآن ونحوه من الكتب الحجة الكاملة على الجن والإنس.
  - فإن قيل: اختلاف الجنسين - الجن والإنس - يقضي باختلاف الأحكام، وأحكام القرآن والسنة جاءت على حسب مصالح البشر لا مصالح الجن.
  فيقال في الجواب: أحكام الإسلام قسمان:
  ١ - فقسم يستوي فيه الجن والإنس والملائكة وهو: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وما يتصل بذلك من نفي الشريك لله والمثيل والشبيه ونفي الظلم عن الله وإثبات العدل والحكمة لله تعالى في جميع أفعاله وأحكامه و ... إلخ.