[فوائد من سورة الأحزاب]
[فوائد من سورة الأحزاب]
  · قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}[الأحزاب: ٥]، وفي الحديث المشهور: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان».
  وللخطأ صور يقع عليها:
  ١ - منها: أن يقع الخطأ ويترتب عليه جناية على نفس أو مال فإن الجاني يضمن ما ترتب على خطئه من ذلك.
  والدليل على ما قلنا من الضمان قوله تعالى: {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ ...}[النساء: ٩٢].
  ٢ - ومنها: أن يقع الخطأ في فعل واجب كصلاة وحج وزكاة وصوم وما أشبه ذلك تحتم على المخطئ إصلاح الخطأ إن أمكن، أو إعادة الواجب إن لم يتأت الإصلاح، أو نحو ذلك كبعض واجبات الحج.
  ٣ - ومنها: أن يقع الخطأ بفعل محظور غير ما ذكرنا من الجناية على نفس أو مال، كأن يقع في الزنا أو شرب المسكر خطأً لم يتوجه عليه شيء.
  ٤ - ومنها: أن يقع الخطأ من العالم المجتهد في حكم شرعي فرعي فإنه لا يترتب على خطئه أي مسؤولية.
  ٥ - ومنها: أن يقع الخطأ في معرفة الله، أو فيما يستحقه الله تعالى من الأسماء والصفات، وما يلحق بذلك من أصول الإيمان فإن الخطأ في هذا الباب غير معفو عنه؛ لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء: ١١٦].
  · قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ٢٣}[الأحزاب]:
  - يدل على أن الصادقين المخلصين من الصحابة قلة قليلة، وأن الكثير