زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فتح مكة وفوائده]

صفحة 289 - الجزء 1

  فإذا فرغ من عبادة فليدخل في عبادة أخرى، وهكذا.

  ٧ - وأن على المؤمن ألا يرغب إلى أحد سوى الله في تفريج كربه وكشف الشدائد عنه.

[فتح مكة وفوائده]

  · قال تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ١ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ٢ وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا ٣}⁣[الفتح]:

  نزلت هذه السورة قبل فتح مكة، وكان النبي ÷ قد رأى في المنام أنه يفتح مكة وتلك الرؤيا كانت قبل الحديبية، وبشر ÷ أصحابه بذلك، ولم يحدد لهم النبي ÷ موعد الفتح.

  ولما خرجوا مع النبي ÷ للعمرة إلى مكة يوم الحديبية ظنوا أن رؤيا النبي ÷ ستتحقق في خروجهم هذا، فلما حالت قريش دون النبي ÷ والمسلمين من دخول مكة، وصدوهم عن المسجد الحرام، وبعد مفاوضات تم الصلح بين الفريقين ورجع النبي ÷ إلى المدينة.

  لما حصل ما حصل دخلت الشكوك في قلوب البعض من الصحابة، وكان ممن جهر بشكه وجادل النبي ÷ في ذلك عمر بن الخطاب.

  - {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} أكد الله تعالى صحة رؤيا النبي ÷ وأنها وعد حق واقع لا محالة.

  وأكده تعالى أيضاً في آخرة السورة: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ٢٧}⁣[الفتح].

  {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}: قد يقال في تفسير ذلك:

  أن فتح مكة سبب لمغفرة ذنوبكم أيها المسلمون ما تقدم منها وما تأخر،