زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الإسراء]

صفحة 127 - الجزء 1

[فوائد من سورة الإسراء]

  · قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ٩ ...}⁣[الإسراء]، في ذلك:

  ١ - أن القرآن يهدي إلى أقوم الطرق المؤدية إلى السعادة والعزة والرفعة والكرامة والطهارة في الدنيا، ثم السعادة الأبدية في جنات النعيم.

  ٢ - أن القرآن يبشر المؤمنين الذين يسيرون في الطريق الأقوم بأن لهم أجراً كبيراً في الدنيا والآخرة.

  سؤال: ما هو تفسير قوله تعالى في سورة الإسراء: {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ١١

  الجواب والله الموفق:

  أن الإنسان لشؤمه وسوء رأيه يطلب من ربه ويسأله أن ينزل به وبأهله الشر والبلاء استعجالاً للشر، وذلك كدعائه للخير واستعجاله له، وهكذا طبيعة الإنسان فقد طبع على شدة العجلة.

  ويبدو لي - والله أعلم - أن المراد بالإنسان هنا هو الكافر والمجرم، بدليل آية يونس وهي قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ ٥٠ أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ٥١}، ومعنى هذه الآية أن الله تعالى أمر نبيه أن يسأل المجرمين سؤال تجهيل وتوبيخ أي شيء في العذاب دعاكم إلى استعجاله؟ وهل في العذاب ما تستروح إليه النفس أيها المجرمون؟

  وفي آية أخرى في سورة يونس يقول الله تعالى: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ١١}، وفي هذه الآية ما يفيد أن الله تعالى لا يعجل الإجابة للداعي بالشر على نفسه أو أهله كما يعجل الإجابة بالخير، وهذه التوسعة فضل الله ورحمته بعباده فله الحمد كثيراً بكرة وأصيلاً، وصلى الله على محمد وآله وسلم.