زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الكافرون]

صفحة 278 - الجزء 1

  ورموه بالمجانيق وهدموه، واستحلوا حرمته وحرمة البلد الحرام والحرم المحرم؛ فما هو المانع من نزول العذاب عليهم كما نزل على أصحاب الفيل؟

  فيقال - والله أعلم - لعل السر أن في إهلاك أصحاب الفيل على تلك الصورة العجيبة إرهاصاً لنبوة محمد ÷.

  ووجه آخر هو أن أبرهة وجيشه كانوا في قوة عظيمة لا تقدر قريش على مواجهتها؛ فلو أن أبرهة هدم الكعبة واستحل الحرمة هناك، ثم أقام بمكة يطرد الحجاج والمعتمرين ويردهم، ويقتل من يدعو إلى ذلك لضاعت الحرمة المحرمة، وضاع البيت العتيق ونسيه الناس، ثم لا تستعاد حرمته عند العرب إلا بعد عقود من الزمن.

  أما غزو الجيش الأموي للكعبة وهدمهم لها فإن المسلمين كانوا يومئذ في كثرة عظيمة، وهدمها لا ينقص من حرمتها عندهم ولا من حرمة المسجد الحرام والبلد الحرام.

  فبان بنزول العذاب على أصحاب الفيل عظيم حرمة الحرم المحرم، وحرمة البيت العتيق.

  أما في غزو الجيش الأموي للكعبة فكانت الحرمة واضحة للمسلمين وقوية في نفوس المؤمنين.

[فوائد من سورة الكافرون]

  · {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ١ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ٢ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ٣ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ٤ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ٥ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ٦}⁣[الكافرون]، في هذه السورة:

  ١ - أنه ليس هناك حل وسط بين المسلمين والكافرين، فلأهل الإسلام دين يدينون الله به، ولأهل الكفر ملة يدينون بها، ولا يصح أن يتنازل المسلم عن شيء من دينه من أجل التقارب والتصالح مع الكافرين.

  ٢ - إقناع الكافرين إقناعاً مؤكداً بأن أهل الإسلام لا يتنازلون عن إسلامهم،