زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الكهف]

صفحة 138 - الجزء 1

[فوائد من سورة الكهف]

  · : {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا ١ قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ٢ مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا ٣ وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ٤ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ٥ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ٦}:

  يبين الله تعالى هنا أن القرآن الكريم نعمة عظيمة أنعم الله بها على هذه الأمة، وأن عليهم أن يشكروا الله عليها، ويثنوا عليه بها.

  وقد بين الله تعالى هنا وجه النعمة بالكتاب الكريم من جهات:

  ١ - أنه كتاب قيِّم لا عوج فيه، والمعنى: أنه كتاب يشهد لنفسه بالصدق والحق والحكمة والعدل والهدى والنور و ... إلخ، ويبرئ نفسه من الباطل والريب. يعرف ذلك أولو الألباب ويشهدون به، فيهتدون بهديه إلى الدين الحق والصراط المستقيم، ويستنقذون به أنفسهم من طرق الضلال المؤدية إلى الهلاك.

  ٢ - إنذار الناس من بأس الله الشديد، وعذاب الجحيم الذي أعده للمجرمين والظالمين والمشركين، نعمة عظيمة.

  ٣ - وتبشير المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالثواب العظيم والأجر الكريم في جنة الخلد نعمة عظيمة أيضاً.

  ٤ - ثم إن ذلك الكتاب القيم سبب لتزكية النفوس، ومنهلٌ للعلم والحكمة، وطريق للذكر والشرف في الدنيا والآخرة، وكل ذلك من النعم المتبالغة في العظم.

  - {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ٤} وهم المشركون حيث قالوا: إن الملائكة بنات الله، والنصارى حيث قالوا: إن المسيح ابن الله، وبعض