زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[ولقد نعلم أنك يضيق صدرك]

صفحة 286 - الجزء 1

  علي بن أبي طالب #؛ لأن ذلك هو الذي يقلق بلا شك قريش ويزعجها.

  ١٠ - وكان البلاغ بعد رجوع النبي ÷ من حجة الوداع إلى المدينة، فإنه استوقف الناس في مكان يقال له: غدير خم، فخطبهم وبلغهم ما أمره الله تعالى بتبليغه، وهو: «ألست أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ...» الخ، وهذا حديث متواتر معلوم.

[ولقد نعلم أنك يضيق صدرك]

  قال تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ٩٧ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ٩٨ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ٩٩}⁣[الحجر]، في ذلك:

  ١ - أن رسول الله ÷ كان يلقى من ألسنة المشركين من فاحش القول ما يؤذيه ويضيق به صدره الفسيح.

  ٢ - أن على الذي يلقى الأذى في الله أن يصبر من غير أن يكون منه أي رد فعل.

  ٣ - أن الله تعالى سيثيب الصابر على الأذى، ويعاقب مؤذيه.

  ٤ - أن على المؤمن الداعي إلى ربه أن يستمر في إيمانه وعبادته ودعوته إلى ربه، ولا يلتفت إلى أقوال الصادين عن دين الله، ولا يبالي بأذاهم.

  ٥ - أن المؤمن إذا علم أنه بعين الله يهون عليه ما هو فيه من الشدة؛ لعلمه أن الله تعالى عدل حكيم لا يظلم مثقال ذرة.

  ٦ - أن طبيعة الإنسان أن يضيق صدره إذا عرض له عارض من عوارض الحياة الدنيا المؤذية، فلا يصح ما يقال: إن المؤمن قد يترقى في درجات القرب إلى الله حتى يصل إلى الدرجة التي لا يشعر فيها المؤمن بشيء من هموم الدنيا.