الإحسان
  · قال الله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}[الأنبياء: ٧٩]، في هذه الآية:
  أن الفهم شيء آخر غير العلم، وأن الله تعالى قد يفضل بعض أوليائه الصالحين على بعض في الفهم، وأن المجتهدين الصالحين إذا اختلفوا في المسألة الاجتهادية لا يكونون مصيبين جميعاً، وأن المصيب منهم من صادف حكم الله، وأن المجتهد لا يصيب الحق في اجتهاده إلا بتوفيق من الله وتسديد.
  - ويؤخذ من الآية:
  ١ - أن الله تعالى يعطي المكلف الفهم الكافي والزائد الذي يتوصل به المجتهد إلى الإصابة لحكم الله ثواباً عاجلاً وجزاءً واصلاً على إحسانه في أعماله وطاعته، فيكون المجتهد الراسخ في التقوى أو الأكثر رسوخاً في التقوى أقرب إلى إصابة الحق ممن هو دونه، وعلى هذا:
  - فيؤخذ من الآية أن تقليد المجتهد الأورع أولى ممن هو دونه في الورع.
  - أن العلم والفهم يكون ثواباً على الإحسان في طاعة الله وتقواه.
الإحسان
  الإحسان المطلوب الذي يريده الله تعالى في هذه الآية وفيما أشبهها هو: أن يتحرى المكلف ما أمر الله تعالى به من الواجبات، وندب إليه من المندوبات في كتابه أو على لسان رسوله ÷، ويتحرى أيضاً الاقتداء بالرسول ÷ في أخلاقه الكريمة مع أهله وأولاده وأقاربه وجيرانه وأصحابه وأوليائه وأعدائه، و ... إلخ، فيعمل ذلك لوجه الله بنية خالصة، وكل ذلك على حسب استطاعته: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦]، {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[التغابن: ١٦]، وكل هذا مع صدق إيمانه ويقينه وحسن عقيدته وصحتها، ومع التزامه بالتواضع البليغ لله تعالى، فيتقبل أحكام الله تعالى بالخشوع والخضوع والرضا والتسليم في كل صغير وكبير بحيث لا يكبر على نفسه من أحكام الله لا كبير ولا صغير.