[فوائد من سورة البلد]
[فوائد من سورة البلد]
  · معنى قوله تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ١ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ٢ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ٣ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ٤}[البلد]:
  أقسم الله تعالى بالبلد الأمين وهو مكة وما حوله من الحرم المحرم الذي جعله الله تعالى بلداً آمناً يأمن فيه كل من دخله حتى الطير والوحش.
  {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ٢} في هذا تعجيب للنبي ÷ ولغيره حيث أمن كل داخل في الحرم حتى الطير والوحش، إلا رسول الله ÷ فلم يأمن في الحرم، بل أخافه المشركون، واستحلوا دمه، ولم يجعلوا له في البلد الحرام أي حرمة.
  وفي ذلك من العجب ما لا يخفى، كيف يأمن الجاني والقاتل والظالم والمجرم والقاصي والداني والطير والوحش في البلد الأمين، ولا يأمن رسول رب العالمين ÷؟!
  {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ٣}: يحتمل ذلك عدة احتمالات:
  ١ - أن يكون المراد بوالد: آدم، وما ولد: ذريته إلى يوم القيامة.
  ٢ - أن يكون المراد الأم وولدها، والأب وولده، أي أم كانت وأي أب كان.
  ٣ - أن يكون المراد إبراهيم #، وما ولده إبراهيم # من الأنبياء والرسل والصالحين ومن جملتهم محمد ÷، وإنما ذكرنا هذا الاحتمال لما فيه من تعظيم محمد ÷.
  - {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ٤} فسر الهادي # ذلك بمثل تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ٤}[التين]، ويحتمل أن يفسر بأن الله تعالى خلق الإنسان في هذه الحياة الدنيا في تعب ونصب حيث يعاني فيها من الهم والغم والحرب والخوف والقلق والفقر والمرض و ... إلخ.
  · {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ١ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ٢ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ ٣ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ٤}[البلد]:
  يقسم الله تعالى بالشيء ليلفت أنظار المخاطبين السامعين إلى ما فيه من