[بلغ ما أنزل إليك من ربك]
[بلغ ما أنزل إليك من ربك]
  · قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[المائدة ٦٧]:
  ١ - هذه الآية الكريمة هي آية من سورة المائدة، وسورة المائدة من آخر ما نزل من القرآن بالإجماع والاتفاق، فيكون نزولها في آخر عهد النبي ÷.
  ٢ - تدل الآية على أن الله تعالى كلف النبي ÷ بتبليغ الناس حكمًا عظيماً، وأنه خاف من تبليغه وتردد مخافة من الناس، فحتم الله تعالى على رسوله ÷ أن يبلغ ذلك الحكم إلى الناس، وعصم رسول الله ÷ من أذى الناس وضررهم له ÷.
  ٣ - يؤخذ من الآية أن الحكم الذي أمر الرسول ÷ بتبليغه للناس حكم عظيم يتوقع من الناس أن يرفضوه، بل يتوقع منهم قتل النبي ÷ أو حربه أو نحو ذلك.
  ٤ - ويؤخذ من الآية ووقت نزولها أن الله أمر رسوله ÷ بأن يبلغ ذلك الحكم الكبير إلى المسلمين.
  ٥ - وأن الذين خافهم النبي ÷ هم المسلمون.
  ٦ - وأن الله تعالى آمنه من شر المسلمين.
  وكل ذلك لأن هذه الآية نزلت وليس في جزيرة العرب مشرك.
  ٧ - أن ذلك الحكم الذ يأمر الرسول ÷ بتبليغه أمر هام، تترتب عليه مصالح عظيمة دينية ودنيوية. وقد تصورنا أهميته وعظمته من حيث إن الله تعالى قال لنبيه ÷ أنه إذا لم يبلغ هذا الحكم فكأنه لم يبلغ رسالة الله، فنزل الله تعالى أهمية هذا الحكم منزلة أهمية الرسالة كلها.
  ٨ - لا شك أن النبي ÷ قد بلغ ذلك الأمر الهام للناس.
  ٩ - إذا عرفت ذلك فيكون الأمر الهام الذي أمر النبي ÷ بتبليغه هو أمر خلافة