زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[بلغ ما أنزل إليك من ربك]

صفحة 285 - الجزء 1

[بلغ ما أنزل إليك من ربك]

  · قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}⁣[المائدة ٦٧]:

  ١ - هذه الآية الكريمة هي آية من سورة المائدة، وسورة المائدة من آخر ما نزل من القرآن بالإجماع والاتفاق، فيكون نزولها في آخر عهد النبي ÷.

  ٢ - تدل الآية على أن الله تعالى كلف النبي ÷ بتبليغ الناس حكمًا عظيماً، وأنه خاف من تبليغه وتردد مخافة من الناس، فحتم الله تعالى على رسوله ÷ أن يبلغ ذلك الحكم إلى الناس، وعصم رسول الله ÷ من أذى الناس وضررهم له ÷.

  ٣ - يؤخذ من الآية أن الحكم الذي أمر الرسول ÷ بتبليغه للناس حكم عظيم يتوقع من الناس أن يرفضوه، بل يتوقع منهم قتل النبي ÷ أو حربه أو نحو ذلك.

  ٤ - ويؤخذ من الآية ووقت نزولها أن الله أمر رسوله ÷ بأن يبلغ ذلك الحكم الكبير إلى المسلمين.

  ٥ - وأن الذين خافهم النبي ÷ هم المسلمون.

  ٦ - وأن الله تعالى آمنه من شر المسلمين.

  وكل ذلك لأن هذه الآية نزلت وليس في جزيرة العرب مشرك.

  ٧ - أن ذلك الحكم الذ يأمر الرسول ÷ بتبليغه أمر هام، تترتب عليه مصالح عظيمة دينية ودنيوية. وقد تصورنا أهميته وعظمته من حيث إن الله تعالى قال لنبيه ÷ أنه إذا لم يبلغ هذا الحكم فكأنه لم يبلغ رسالة الله، فنزل الله تعالى أهمية هذا الحكم منزلة أهمية الرسالة كلها.

  ٨ - لا شك أن النبي ÷ قد بلغ ذلك الأمر الهام للناس.

  ٩ - إذا عرفت ذلك فيكون الأمر الهام الذي أمر النبي ÷ بتبليغه هو أمر خلافة