زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[آيات متشابهة في الجعل ...]

صفحة 32 - الجزء 1

في التوكل

  · قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ٢٣}⁣[المائدة].

  · {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ}⁣[الفرقان: ٥٨]، والآيات القرآنية في ذلك كثيرة، ومن هنا يستفاد:

  أن التوكل على الله من لوازم الإيمان وتوابعه، فإذا صدق إيمان العبد حصل معه التوكل على الله، وذلك أن من عرف الله تعالى حق معرفته علم أن الله على كل شيء قدير، وبكل شيء عليم، وأن بيده الخير، وأنه بكل شيء محيط ... وإلخ.

  وأنه قادر على أن يحفظ العبد ويرزقه ويغنيه ويدفع عنه الشر، وعلى الجملة فإنه يعلم أن أزِمّة الأمور كلها بيده، ومصادرها عن قضائه، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.

  فلا يرى المؤمن في الوجود من هو أهل للاعتماد عليه في استنجاح الأمور ودفع الشرور سوى الله تعالى، فالذي يعتمد على غير الله في استنجاح أموره ودفع الشرور عنه ليس بمؤمن حقاً.

  والأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل قال تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}⁣[البقرة: ١٩٧]، {وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ ...} الآية [النساء: ١٠٢]، وفي الأثر: «اعقلها وتوكل على الله».

  المؤمن وإن استعان بغيره في أمر من الأمور فهو بقلبه متوجه إلى الله في نجاح أمره لعلمه أن الله تعالى محيط بقوته وقدرته على كل شيء، وأنه لا يتم أمر من الأمور إلا إذا أذن أو أراد؛ فالمؤمن يدعو الله ويتوجه إليه بقلبه في أموره كلها، ثم يأخذ بالأسباب فإن تم له الأمر حمد الله تعالى، وإن لم يتم رضي عن الله فيما قضاه عليه.

[آيات متشابهة في الجعل ..]

  سؤال: قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا}⁣[الأنعام: ١٢٣]، {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً}⁣[الفرقان: ٢٠]، كيف تفسير ذلك؟