زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[الفرق بين الرقية بالقرآن وبين التمائم]

صفحة 135 - الجزء 1

  وفي ذلك الحديث المشهور في الرقية بالفاتحة حيث رقى أحد الصحابة لسيد قوم من المشركين وكان قد لدغ، وأعطي على ذلك قطيعاً من الغنم ... إلخ، وفي ذلك دليل واضح على التداوي بالقرآن.

  ومن الطرق التي رأينا علماءنا عليها في هذا المجال أن يكتبوا آيات من القرآن في إناء، ثم يصبون عليها الماء، ثم يشربها المريض، أو أن يكتبوا الآيات في قرطاس، ثم يضعون القرطاس في ماء، ثم يشربه المريض.

  ومن طرقهم أن يكتبوا القرآن في قرطاس ويأمروا المريض بحمله واستصحابه، ولا بأس بالاستشفاء بالقرآن على هذه الطريقة، ولا محذور فيها؛ لأن كتابة القرآن للاستشفاء تماثل قراءته للاستشفاء، لا فرق في ذلك، والدليل الوارد في الاستشفاء بالقرآن يدل على الاستشفاء بما كتب من آيات القرآن.

[الفرق بين الرقية بالقرآن وبين التمائم]

  وقد استنكرت السلفية ما يفعله علماؤنا من الرقية بكتابة القرآن، وبكتابته للاستشفاء، إما شرباً وإما حملاً، واستدلوا على منع ذلك بأنه ورد النهي عن التمائم وتعليقها.

  والجواب: أن ما ورد في ذلك يراد به ما كان يصنعه أهل الجاهلية من تعليق بعض أشياء في أعناق الأطفال وغيرهم لحفظهم من الجن والشياطين، فنهى النبي ÷ عن ذلك؛ لأن الخرز والأحجار لا تنفع ولا تضر، ولا ينبغي للمسلم أن يعتقد ذلك فيها.

  أما كتابة القرآن وتعليقه للاستشفاء والحفظ فقد ذكرنا ما يدل على جوازه، وهو حديث الرقية بالفاتحة، وحديث الهادي #.

  وقد كان القرآن شفاءً لأسقام الأبدان:

  ١ - لما جعل الله تعالى فيه من البركة والخير الكثير للأمة قال تعالى: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ ...}⁣[الأنبياء: ٥٠].

  ٢ - لما في ذلك من الدلالة والحجة على أنه من عند الله تعالى.