زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[نبي الله سليمان مع بلقيس]

صفحة 391 - الجزء 1

  ١ - بأن يقوي الله تعالى حاسة السماع عند سليمان # بحيث يسمع صوت النملة.

  ٢ - أن يخبر الله تعالى سليمان بكلام النملة بواسطة ملك يترجم له كلامها.

  قد يقال: إن الذي حكاه الله تعالى من قول النملة وقول الهدهد يدل على أن وراءه عقلاً، والمعلوم أن الحيوانات والطيور ليست بمكلفة.

  فنقول: أما الهدهد فإن الله تعالى سخره لمنافع سليمان #، فزوده الله تعالى من الإدراك بما يحتاجه في ذلك التسخير، وهذا الإدراك محدود لا يتجاوز مجال عمله.

  وهذا نظير ما يجعله الله تعالى لصغير الحيوانات وكبيرها من الإدراكات المحدودة كالنملة مثلاً فإن لها إدراكات ومعرفة في مجال عملها لا يتجاوزه إلى غيره، و ... إلى آخره.

  وكل تلك الإدراكات التي جعلها الله تعالى للحيوانات والطيور ومنها هدهد سليمان # ليست ناتجة عن نظر وتفكير، وإنما هو إلهام وفطرة وطبيعة يخلقها الله تعالى في الحيوان ويجعلها فيه؛ لتهتدي بها الحيوانات والطيور والحشرات إلى تدبير معايشها والاهتداء إلى مصالحها والابتعاد عن مهالكها و ... إلخ.

[نبي الله سليمان مع بلقيس]

  - {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٤٤}⁣[النمل]:

  كانت بلقيس ملكة سبأ، ملكة على بلاد متحضرة متفننة في البناء والعمران والصناعة واستخراج معادن الذهب والفضة و ... إلخ.

  فأمرها سليمان أن تدخل الصرح لترى آية من آيات الله الدالة على نبوة سليمان #؛ فلما دخلته ورأت ما رأت فيه مما لا يمكن البشر في ذلك العصر التوصل إلى صناعة مثله قالت عند ذلك: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٤٤}⁣[النمل].