زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[إذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ...]

صفحة 366 - الجزء 1

  ٢١ - وأن العاصي لا تنفعه قرابته من أنبياء الله كما لم تنفع امرأة لوط قرابتها من لوط # فعذبها الله مع المعذبين، ولحقها ما لحقهم.

  ٢٢ - أن الله تعالى كان يرسل أكثر من نبي واحد في عصر واحد، وقد يبتني على ذلك جواز إمامين في عصر واحد، كل واحد في صقع من الأرض متباعد عن الآخر.

  ٢٣ - أن عمل فاحشة قوم لوط ذنب كبير، بل من أكبر الكبائر؛ لأن الله تعالى عذبهم عليها عذاب الاستئصال.

  ٢٤ - أن الإقامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في دار الكفر والفسوق والفواحش الظاهرة جائز، بل إن ذلك قد يكون واجباً إذا كان أهل الدار جاهلين حتى يبلغهم حجة الله وبيناته.

  ثم بعد ذلك تجوز الإقامة لتكرار البيان، وزيادة التوضيح فلعل وعسى.

[إذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ...]

  · قال الله تبارك وتعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ...} الآية [البقرة: ٢٦٠]:

  أراد إبراهيم # أن يضم إلى ما عنده من العلم الاستدلالي العلم الضروري.

  فإن قيل: إنه روي عن أمير المؤمنين # أنه قال: (والله لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً)، وعليه فيلزم أن يكون إيمان علي # أقوى من إيمان نبي الله إبراهيم #.

  فيقال: إن إيمان إبراهيم # كان كاملاً، بل في أعلى درجات الكمال، وإنما سأل الله تعالى أن يريه كيفية إحيائه للموتى، وكيف لا يكون إيمان إبراهيم # كاملاً وقد وصفه الله تعالى بالصِّدِّيق لقوة تصديقه بالله، وكمال إيمانه به: {إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ٤١}⁣[مريم].

  فلو كشف الغطاء لإبراهيم # لما ازداد يقيناً لقوة إيمانه بالغيب، وطلبه لرؤية الكيفية التي يكون عليها إحياء الموتى لا ينافي كمال إيمانه بالغيب.